كلية أصول الدين بالزقازيق تفعل اليوم مبادرة 2020عام الأخوة الإنسانية
. قرر مجلس جامعة الأزهر فى جلسته اليوم برئاسة الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوى
اعتماد عام ٢٠٢٠ عاما للأخوة الإنسانية ، وطالب الكليات بالقيام بفعاليات وأنشطة مختلفة على مدار العام لترسيخ المبادئ الواردة بوثيقة الأخوة الإنسانية في عقول الطلاب مشاركة مع المجتمع بمختلف أطيافه، واستجابة لما قرره مجلس جامعة الأزهر قامت كلية أصول الدين. الدعوة بالزقازيق بتفعيل هذه المبادرة التى أطلقها اليوم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد حسين المحرصاوى رئيس الجامعة حيث توجه الدكتور أحمد النيل بزيارة القس إيليا أسعد ماهر
كاهن كنيسة القديسة دميانة بمدينة القنايات محافظة الشرقية ،وذلك بتوجيه من فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبوزيد الأمير نائب رئيس الجامعة للوجه البحرى ،وفضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبدالرحيم البيومى عميد كلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق.وقدم الدكتور أحمد النيل فى لقائه اليوم مع القس إيليا أسعد وثيقة الأخوة الإنسانية التى وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والتى تشكل الوثيقة الأهم في تاريخ ، تاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية.وفى هذا اللقاء تم بحث سبل تفعيلها فى أطر مختلفة تعمل على ترسيخ مبدأ المواطنة وإرساء التعايش السلمى على الصعيد المحلى بما يعبر عن أواصر المحبة والتسامح بين شركاء الوطن .ومنا لاشك فيه أن الوثيقة بما تضمنته من مبادئ تعد دعوة لكل دول العالم بقياداتها وشعوبها لتبني قيم الإخاء والسلام والتسامح، وحتى يستطيع العالم مواجهة نواتج ومآسي الحروب وما خلفاتها من دمار وعنف، كما أن الوثيقة ترسل رسالة للعالم بضرورة التكاتف معا لمساندة الفئات المستضعفة في كل المجتمعات والتي تحتاج إلى مد يد العون لها لمواجهة تحديات الحياة الصعبة. من شك في أن وثيقة الأخوة الإنسانية يمكن أن تصبح أول دستور للمبادئ الإنسانية العليا السمحاء، لما تتضمنه من دعوة صريحة لقطبي ديني العالم السماويين (الإسلام والمسيحية) ولكل الدول بقياداتها وشعوبها وبمختلف المستويات لنبذ الصراع والبعد عن الخلافات التي لطالما أدت إلى الانقسام والفرقة، كما أنها تدعو للعمل على نشر قيم الحرية والمحبة والسلام، وبهذه التعاليم الموجودة في الوثيقة يتجنب العالم شرور الحروب ومآسيها، ويأخذ الأوطان نحو الأخوة والتعايش ليس بين أبناء البلد الواحد، ولكن بين كل البشر.
كما تعد الوثيقة بمثابة منارة وخارطة طريق للأجيال الحالية والقادمة، حيث تدعو إلى التمسك بقيم السلام والتعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وتكرّس من ضرورة العمل بقواعد الحكمة وتطبيق مبادئ العدل والإحسان وتربية الأجيال التربية السليمة على تلك المبادئ العليا السمحاء بعيدا عن الأفكار المتطرفة والهدامة ولا ينكر أحد في هذا العالم المتصارع حجم المعاناة والكوارث والمآسي التي خلفتها الحروب والعنف والإرهاب، وربما أن أكثر تحدٍ يمر به العالم الآن هو مواجهة هذه الكوارث والأزمات، ومما لا شك فيه أن وثيقة الأخوة الإنسانية تثبت للعالم كله أن الجميع إخوة، وأن الديانات هي مصدر الإلهام الأعلى لنشر قيم الإخاء والتعايش السلمي واحترام الآخر عقيدته وفكره ودينه، وربما أن الحروب على مر التاريخ لم تنشأ بسبب الخلافات الدينية، وإنما من خلال استغلال البشر للدين للترويج لأفكارهم الهدامة، لذلك تأتي أهمية تلك الوثيقة في أنها جاءت في هذا التوقيت بالتحديد، بعدما أصبحت هناك رؤية ونظرة من الغرب لمنطقة الشرق الأوسط على أنها مصدر الإرهاب والحروب والنزاعات وقد أشارت الوثيقة أيضا إلى ضرورة ترسيخ وتطبيق مفهوم المواطنة، بتحقيق مبادئ المساواة بين أبناء البلد الواحد في الواجبات والحقوق، والتي ستؤدي إلى استقرار المجتمع بحيث ينعم كل أبنائه بالعدل والحق، كما أن الوثيقة حثت على العمل على ترسيخ مفهوم المواطنة الكاملة في مجتمعاتنا، والتخلي عن الاستخدام الإقصائي لمصطلح “الأقليات” الذي يحمل في طياته الإحساس بالعزلة والدونية، ويمهد لبذور الفتن والشقاق، ويصادر على استحقاقات وحقوق بعض المواطنين الدينية والمدنية، ويؤدي إلى ممارسة التمييز ضدهم.استطاعت وثيقة الأخوة الإنسانية أن تقدم العلاج الأمثل للأمراض المزمنة التي تعاني منها جميع المجتمعات، نافية بذلك حتمية وضرورة أن يحدث صدام بين الحضارات خاصة بين الشرق والغرب، فقدمت حلولا واقتراحات وطرقا يمكن من خلالها استئصال ظواهر التطرف والعنف، والخروج بتوصيات تساعد على تحقيق السلام بين مختلف الطوائف والأديان؛ ومن الممكن أيضا أن نصنع من خلالها سفراء للسلام ينقلون تجاربهم في الحوار والعيش المشترك إلى مجتمعاتهم.