توج منتخب فرنسا بكأس العالم “روسيا 2018″، للمرة الثانية في تاريخه، بتغلبه علي منتخب كرواتيا، بأربعة أهداف مقابل هدفين، في اللقاء الذي أقيم بينهما على ملعب لوجنيكي في العاصمة الروسية موسكو.
وتعد نتيجة لقاء اليوم هي اﻷكبر في تاريخ نهائي كأس العالم، بعدما فازت البرازيل علي إيطاليا 4_1، في نسخة 1970، ليصبح منتخب فرنسا أول منتخب يسجل 4 أهداف منذ ذلك التاريخ.
وأنضم منتخب فرنسا إلى نادي “أصحاب النجمتين”، مع الأرجنتين “1978 و1986” وأوروجواي “1930 و1950″، فيما فشلت كرواتيا في أن تصبح ثاني متوج جديد باللقب في النسخات الثلاث الأخيرة بعد إسبانيا 2010.
ولعب منتخب الديوك، مباراتين نهائيتين من قبل، الأولى عام 1998 عندما فازت باللقب، والثانية عام 2006 عندما خسرت النهائي أمام إيطاليا، ليعوضوا الجماهير الفرنسية المتعطشة للألقاب، عن مراراة خسارة نهائي أمم أوروبا قبل عامين.
وأصبح ديديه ديشامب، المدير الفني لفرنسا، هو المدرب الثالث فقط في تاريخ كرة القدم الذي يفوز بكأس العالم كلاعب ومدرب، بعد البرازيلي ماريو زاجالو “1958 و1962 كلاعب، و1970 كمدرب”، والألماني بيكنبارو “1974 كلاعب و1990 كمدرب”، بعد فوز ديشامب بنسخة 1998 بفرنسا كلاعب، قبل أن يتوج اليوم كمدرب.
وشارك ديشامب، في 4 من أصل 6 مباريات نهائية لمنتخب بلاده في البطولات الكبرى “كأس العالم وأمم أوروبا”، وذلك كلاعب ومدير فني للديوك، بعدما خاض مونديال 1998 ويورو 2000، كلاعب، بينما قاد الديوك في أمم أوروبا 2016، وكأس العالم 2018 كمدير فني.
وقبل اللقاء، أقيم حفل ختام كبير على ملعب المباراة، بمشاركة الممثل الأمريكي ويل سميث، فضلا عن نيكي جام وإيرا إسترافي، والنجم البرازيلي المعتزل رونالدينيو.
وشهد ملعب لوجنيكي، حضورًا أسطوريًا يليق بالنسخة الحالية، وجاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على رأس الحضور، رفقة السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة كرواتيا كوليندا جرابار كيتاروفيتش.
كما حضر مجموعة من رؤساء الدول المختلفة، أبرزهم رؤساء أرمينيا وبيلاروسيا والجابون ومولدوفا وفلسطين.
ومن أساطير الفيفا، حضر كل من لوران بلان، ودونجا، وريفالدو، وبريمه، ورونالدينيو، وصامويل إيتو، ودروجبا، وديسايي، ولويس فيجو، وكافو، وكيمبس، وكاريمبو، ومارادونا ومالديني، وكلينسمان، وفيليب لام، وماتيوس، وباساريلا، وبويول، وسالجادو، وداريو سيميتس، وتورام، وتوتي.
وقامت رئيسة كرواتيا كوليندا جرابر كيتاروفيتش، بأعطاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قميصا لمنتخب كرواتيا مطبوع على ظهره اسمه، الذي هنأها على أداء منتخب بلادها، وقال: “أنا واثق أننا سنشاهد مباراة رائعة اليوم”
وشكرت جرابر كيتاروفيتش بوتين على ما قالت إنه تنظيم ناجح للبطولة، وقدم بوتين باقة من الورود إلى رئيسة كرواتيا التي أعطته قميص منتخب كرواتيا.
وأطلق حكم اللقاء اﻷرجنتيني نيستور بيتانا، صافرة إنطلاق المباراة، التي شهدت استحواذ لكرواتيا ودفاع منظم من فرنسا، حتي تقدم منتخب الديوك بالهدف الأول، في الدقيقة 18، وجاء الهدف عن طريق المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش، بالخطأ في مرماه، بعدما نفذ أنطوان جريزمان ركلة ثابتة من على حدود منطقة جزاء كرواتيا، ولكنها لمست رأس ماندزوكيتش، وسكنت شباك الحارس دانييل سوباسيتش.
ويعد هدف ماندزوكيتش، هو أول هدف عكسي في تاريخ مباريات نهائي المونديال، فيما شهد مونديال روسيا 2018، تسجيل 69 هدفًا من ركلات حرة، وهو أعلى رقم يُسجل في نسخة واحدة من البطولة.
وإدرك إيفان بيريسيتش التعادل للمنتخب الكرواتي، في الدقيقة 28 من الشوط الأول، بعدما نفذ لوكا مودريتش كرة ثابتة داخل منطقة الجزاء، وتناقلها لاعبو المنتخب الكرواتي، قبل أن تصل لبيريسيتش الذي سدد كرة قوية في شباك الحارس الفرنسي هوجو لوريس.
وبات بيريسيتش يملك في رصيده 5 أهداف في نهائيات كأس العالم، ويتفوق عليه من كرواتيا فقط دافور سوكر الذي يملك 6، ويعد هذا النهائي الثاني من آخر 7 نهائيات في المونديال، يستطيع فيه طرفا النهائي أن يسجلا أهدافًا.
وأضاف أنطوان جريزمان الهدف الثاني للمنتخب الفرنسي بالشباك الكرواتية، في الدقيقة 38، بعدما لجأ لجوء الحكم الأرجنتيني، إلى تقنية الفيديو، للحكم على لقطة أثارت الجدل حول أحقية المنتخب الفرنسي في الحصول على ركلة جزاء، بعدما لمس اللاعب إيفان بيريسيتش الكرة بيده.
ولجأ بيتانا إلى تقنية الفيديو قبل أن يحتسب ركلة جزاء سجل من خلالها جريزمان الهدف الثاني لصالح المنتخب الفرنسي، بعدما وضع الكرة أرضية علي يمين الحارس الكرواتي دانييل سوباسيتش.
ويعد هدف جريزمان هو الأول من ضربة جزاء في نهائي كأس العالم، منذ هدف مواطنه زين الدين زيدان في نهائي مونديال 2006 أمام إيطاليا، لتعادل فرنسا رقمها في 1998، عندما سجلت هدفين بالشوط الأول لنهائي المونديال.
ووصل جريزمان إلى هدفه الشخصي الرابع في نسخة روسيا، ليصبح ثاني هداف للمنتخب الفرنسي في بطولة واحدة، بعد جاست فونتين في نسخة 1958، عندما سجل 13 هدفًا، ولا يوجد لاعب شارك في أهداف خلال النسخة الحالية، في الأدوار الإقصائية، أكثر من جريزمان، بعدما سجل 3 أهداف وساهم في صناعة هدفين
واشترك جريزمان في 11 هدفا في الأدوار الإقصائية للبطولات الكبرى مع فرنسا، متفوقا على ميشيل بلاتيني “8 أهداف” وزيدان “6 أهداف”، كما أنه ساهم في أهداف في البطولات الكبرى مع المنتخب أكثر من أي لاعب فرنسي في آخر 50 سنة.
وأصبح نهائي مونديال روسيا، أول مباراة نهائية، يسجل فيها 3 أهداف في الشوط الأول، منذ نهائي 1974، بين ألمانيا الغربية وهولندا التي أنتهت بنتيجة 2-1، علما بأن هذه المباراة كانت رقم 900 في تاريخ بطولة كأس العالم، منذ بدايتها عام 1930.
واحصائيا، كان المنتخب الكرواتي أفضل من فرنسا إحصائيا في الشوط الأول من المباراة، رغم تأخّره في النتيجة 1-2، حيث سدد لاعبوه 7 مرات، واحدة منها فقط على المرمى، و3 خارجه، و3 مرتدة من المدافعين، وذلك مقابل تسديدة واحدة للمنتخب الفرنسي جاء منها الهدف الثاني من ركلة جزاء.
وسيطر المنتخب الكرواتي على الكرة بنسبة 61%، مقابل 39% للمنتخب الفرنسي، ونفذ الكروات 242 تمريرة منها 205 تمريرات ناجحة، مقابل 119 للفرنسيين، منها88 تمريرة ناجحة.
وقطع لاعبو المنتخب الفرنسي 46 كيلومتر في الشوط الأول، مقابل 47 لكرواتيا، فيما ارتكب الفرنسيون 8 أخطاء كما حصلوا على بطاقتين صفراويين، مقابل 7 أخطاء للكروات.
وتضاعفت إثارة المباراة خلال أحداث الشوط الثاني، بعد تقدم الديوك بنتيجة 2-1 في الشوط الأول، فلم يمر سوى 7 دقائق فقط حتى اضطر الحكم الأرجنتيني إلى إيقاف اللعب بعد اقتحام 3 مشجعين لأرض الملعب، ونجح أمن ملعب لوجنيكي في إخراجهم سريعا، لاستكمال أحداث اللقاء.
وعزز بول بوجبا تقدم المنتخب الفرنسي على كرواتيا بتسجيله الهدف الثالث في الدقيقة 59، من خلال هجمة مرتدة بدأها كيليان مبابي، ثم وصلت إلى أنطوان جريزمان الذي أهداها لبوجبا، ليسدد الأخير مرتين الأولى اصطدمت بلاعبي كرواتيا، والثانية سكنت الشباك.
وبعدها بستة دقائق فقط، جاء الهدف الرابع لفرنسا، وتحديدا في الدقيقة 65 من المباراة، عن طريق هجمة منظمة، ووصلت الكرة إلى كيليان مبابي، الذي سددها بشكل مباغت لتسكن شباك الحارس الكرواتي دانييل سوباسيتش.
وأصبح مبابي ثاني أصغر لاعب في التاريخ يسجل هدفًا في نهائي المونديال بعمر 19 عامًا و207 يومًا، بعد البرازيلي بيليه، الذي سجل في عمر الـ17 عامًا و249 يومًا، بنسخة 1958.
وفي الدقيقة 69، أخطأ الحارس الفرنسي هوجو لوريس، أمام ماريو ماندزوكيتش،
بعدما وصلت الكرة إلى لوريس، الذي حاول مراوغة ماندزوكيتش، الذي بدوره وضع قدمه أمام الكرة، لتسكن شباك الحارس الفرنسي.
ومرت الدقائق دون جديد، ليطلق حكم اللقاء اﻷرجنتيني، صافرته معلنا فوز فرنسا بكأس العالم في نسختها الحادية والعشرون، بعد فوزها بأربعة أهداف مقابل هدفين علي كرواتيا.