ألوان زاهية، ترتسم على عبوات كبيرة وأنيقة يقبل عليها الأشخاص بشراهة، “المكملات الغذائية” يعتقد البعض إنها مفتاح النجاة من الأجساد الهزيلة، والآخر يعتقد إنها سبيلًا لكل غاياتهم الشكلية والجمالية، يتبادلونها على سبيل الود والنصيحة دون استشارة طبيب، ويختارونها كهدايا للعائدين من الخارج، ليس هذا فحسب، بل يلجأ لاعبو رياضة كمال الأجسام، إلى تناولها لبناء العضلات، بطريقة عشوائية لا تخلو من المخاطرة.
وتصديقًا لذلك توفى الفنان هيثم أحمد زكي، أمس الخميس، عن عمر ناهز 35 عامًا، بعد أن عثر عليه متوفى وحيدًا داخل منزله بمنطقة الشيخ زايد، وقد أظهرت معاينة جهات التحقيق لموقع الوفاة، أن الفنان الشاب كان يتناول المكملات الغذائية التي تساعد في “تكبير العضلات”، ما نتج عنه إصابته بمغص شديد، وقيء ودخوله في حالة إعياء شديد، الأمر الذي أدى في النهاية إلى وفاته.
من جانبه أكد أحمد السمان، رئيس الإدارة المركزية لمكافحة التهرب الجمركي السابق، أن المكملات الغذائية المستوردة، التي يتم تناولها في صالات الجيم، تعرض على الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، عند ورودها من الخارج.
أضاف السمان ، أن الهيئة العامة للرقابة هي المظلة الوحيدة التي يعرض عليها المنتجات، وبدورها تقوم بعرض المنتج على وزارة الصحة، التي تقوم بفحصها وتقرر بتسجيله وتداوله بالأسواق من عدمه.
وبدوره ذكر الدكتور محمد مسعود أستاذ تغذية والمدير التنفيذي لمركز معلومات الأمن الغذائي، أن الإفراط في تناول المكملات الغذائية يسبب مشكلات صحية، موضحًا أن هذه المكملات عبارة عن بروتينات تنقسم إلى حيوانية، تحتوي على أحماض أمينية أساسية لا يستطيع الجسم تخليقها ولذلك لابد من تواجدها في الوجبات الغذائية، ونباتية تحتوي على الأحماض الأمينية غير الأساسية.
وأضاف مسعود، أن هناك أنواع من المنشطات يتم تداولها في صالات الجيم ويقبل عليها الكثير من الرياضيين الشباب وكثير من الفنانيين، وهم غير مدركين خطورتها على صحتهم، وهى “ديكا وبلدنون أو إيكوبوليس” وهو فصيل مشتق من التستسترون ويباع في السوق بأسعار باهظة، على الرغم من خطورتها الداهمة على الجسم، وتسببها في ظهور الأمراض الخبيثة، فضلا عن العقم، فهي تعد بمثابة “موت صامت ينهش في جسد المتعاطي”.
وأشارمسعود، إلى أن منشط “البلدنون” الذي يقبل عليه ذوي كمال الأجسام لبناء العضلات يتسبب في زيادة الخلايا في كرات الدم الحمراء، وهو ما يتسبب في لزوجة وتجلط الدم، كما أن منشط “ديكا” الذي يستخدم لتكبير العضلات بشكل سريع يتسبب في زيادة هرمون الإستروجين والبرجسترون، ويتسبب في حجز المياه داخل الجسم، بالإضافة إلى الـ “ديكا” الذي يقلل من إفراز الجسم لهرمون التستسترون من الخصية، كما ينتج عن تناوله ارتفاع نسب الكوليسترول.
ولفت إلى أن المكمل الغذائي الـ”توديكا” على أنه نوع من الأحماض الأمينية مستخرج من العصارة الصفراوية، وهو يسبب زيادة في إنزيمات الكبد، ويحتاج لمضادات أكسدة لتقوية الكبد، وهو يسبب أعراضا جانبية منها الإسهال، وفي حالة تناوله وإهمال متابع الكبد وتنظيفه يصاب بالتورم.
كما علق الدكتور عماد حلمي، استشاري تغذية الرياضيين، وزميل الجمعية الامريكية للتغذية، على وفاة هيثم قائلًا: ” تمرينات الجيم مرهقة للغاية فالأمر لا يتعلق بالمكملات الغذائية على قدر المجهود الشاق الذي يبذله الشخص داخل صالات الجيم والتي تتسبب أحياننًا في إرهاق عضلة القلب الأمر الذي قد ينتج عنه الوفاة في حالة عدم اتباع خطوات سليمة بعد التمرين”.
وأضاف حلمي أن المكملات الغذائية لا تمثل خطورة أو أضرار طبية، لأنها تنفسم إلى نوعين بروتينات تمد الجسم بكل قوة وتساعده على التمرينات الشاقة، وأخرى مكملات تعمل على تحفيز هرمونات الجسم لتنشيط عضلاته بالكامل، لافتًا إلى أنه ليس كل المكملات غذاء فهناك مكمل ” الافدرين” يتناوله لاعبي كمال الأجسام لما له من عوامل جوهريه في رفع درجة حرارة الجسم وبالتالي المساعدة في حرق عدد كبير من السعرات الحرارية والدهون الغير لازمة للجسم، إلى جانب بتحفيزه لغدد مفرزه لهرمون الثايرويد من الغدة الدرقية مما يسرع من عمليات التمثيل الغذائي التي تتم داخل الجسم، وبذلك فهو مضاد للهدم فيعمل علي مساعدة اللاعب علي الحفاظ علي حجم العضلات.
ولفت حلمي، إلى عدم وجود خطورة بالنسبة للمكمل الغذائي “الافدرين” على الشاب العشريني، ولكنه يمثل خطورة كبيرة على ما فوق الثلاثون وكل من يعاني من ضغط الدم، نظرًا لإرهاقه الشديد لعضلة القلب والتي تكون سببًا في الوفاة، وغيرها من الأمور التي ينتج عنها خلل بالجسم وتؤدي إلى نفس النتيجة.