كتبه حسن ميهوب
أصبحت الحرية عملة نادرة الأن ومن المؤكد أن كثير من الاجيال القادمة لا تعرف معنى الحرية غير أنه له الحق فى أن يسب من يشاء، وفى هذه الأيام اذا اردت ان تعبر عن رأيك أو فكرك فأنت قد تكون أرهابى ام شاذ جنسيا أو جاهل لا يفقه شئ الكثير منا يطالب بحريته فى افعاله واقواله دون أن يكترث بحرية غيره ، بمعنى لاتقوم بسبابى وتقول لى أنك حر! فأنت الأن قد تعديت على حريتى فى كونى بالتأكيد شخص لا يوافق على سبه
الحرية يجب أن يكون لها حدود، فالحرية المطلقة هى مادة سامة كالنيكوتين تماما اذا زادت عن حدها انتشر سمها فى جميع أنحاء جسمك، واذا كانت على قدر معقول لا يكون لها أى ضرر
،يقول أحد الفلاسفة عن الحرية “الحرية من غير قانون ليست سوى سيل مدمر” وليس معنى أن هناك قوانين ونظام أنه لا يوجد حرية كما يعتقد البعض، فالحرية هى نتاج النظام، الحرية أن تتصرف بإرادتك داخل اطار القوانين المحددة فأنت عندما تلعب لعبة الشطرنج مثلا لك كامل الحرية فى تحركاتك ونقالاتك طالما ملتزم بقوانين اللعبة.
أنت لك كامل الحرية طالما تكترث بحريتى انا الأخر، كثير من الاشياء يمكن ان تفعلها بطرق تحافظ بها على حريتى من خلالها أو ان تقوم بالتعدى على حريتى فمثلا أن تقوم بتشغيل جهاز الموسيقى وترفع من صوته عاليا دون أن تضع فى الأعتبار أنه من الممكن ان يكون جارك مرهق او مريض ولا يريد سماع تلك الموسيقى على الرغم من أنك ايضا تستطيع سماع نفس الموسيقى وبنفس الأحساس ولكن على مستوى صوت يصلك أنت فقط.
تقَبل الرأى الأخر والنقد، قليل جدا أن تجد شخصا الأن لديه سعة صدر لسماع رأيك أو نقدك له، الكثير منا يهمه ان يقوم بإعطاء رأيه ثم يقوم بالركض من امامك حتى لا يستمع لرأيك أنت أيضا، فهو يعتقد نفسه أنه الشخص الوحيد الفاهم كل شئ على هذا الكون او أنه يعتقد نفسه أنه من كوكب أخر فلديه ذكاء أكثر، وحتى إن كنت تعلم أن من أمامك ذكائه ليس عالى بما يكفى فمن الأحترام والاخلاق أن تسمع رأيه هو الأخر
الحرية لها أنواع كثيرة، حرية شخصية،حرية اجتماعية، حرية الرأى، حرية العقيدة ألخ.. نختصر كل هذا فى أن الحرية هى “أن تفعل ما تريد وقت ما تشاء وبالأسلوب الذى تريده داخل إطار القوانين المحددة بشرط الا تتعدى على حرية غيرك”
الأنسان بطبيعته حر يبحث عن حريته فى كل مكان وزمان فالحرية لا تقتصر على طبقة أو فئة معينة ولكنها حق شرعى لكل إنسان على وجه الأرض، وفى ٢٥يناير٢٠١١ ضرب الشباب المصرى الواعى أفضل واروع مثال عن الحرية فى أستطاعته بتغيير نظام بأكمله ووضع اسس لنظام جديد قوامه لقمة العيش،الحرية والعدالة الأجتماعية.