كتبه :حسن ميهوب
” لدى أحساس عميق بأننى لست حقيقة تماما، بل أننى زيف مفتعل ومصنوع بمهارة وكل انسان يشعر فى هذا العالم بهذا الإحساس بين حين وأخر ولكنى أعيش فى هذا الإحساس طيلة، بل أظن أحيانا أننى لست إلا إنتاجا سينمائيا أتقن صنعه” -مارلين مونرو- ١٩٦٢
إن التعمق فى تفكير المنتحر قبل أن يقوم بذلك شئ معقد للغاية لدرجة أنه قد يجعلك تفكر فى أن تقدم أنت على تلك الخطوة بنفسك
خوف، ملل، إنكار الذات، اضطراب المزاج ، الهروب من الذات، اكتئاب شديد، احتقار الحياة والشعور بالقوة كل هذه دوافع تصيب المنتحر، قد تراها أنت مشاعر بسيطة تنتابك أنت شخصيا أحيانا ولكن إن زادت هذه المشاعرعن حدها فإنها كفيلة بأن تجعلك تلقى بنفسك من فوق برج أو فتح أنبوبة الغاز لتستنشق رائحة ذلك الغاز الممزوج بطعم الموت.
يزعم البعض أن الاكتئاب هو السبب الرئيسى ولكن هذا خطأ تماما
فيقول عالم النفس “روي” : إن الاعتقاد بأن الاكتئاب هو الدافع الأساسي أمر غير كاف وذلك لأن معظم المكتئبين لا يحاولون الانتحار، كما أنه ليس كل منتحر يعاني من الاكتئاب، والفقر بعيد كل البعد عن الانتحار، والسعادة والغنى قريبة كل القرب منه، حيث إن الشخص السعيد أو الذي يعيش في رفاهية يكون أكثر عرضة للانتحار إذا خسر تلك السعادة، لذلك أنصحك يا صديقي العزيز ألا تسعد دائماً، وألا تحزن لأنك حزين، لأن السعادة قد تكون هي بداية تعاستك.
لوم الذات من الدوافع الرئيسية للانتحار، إذ أن الشخص الذي يحتقر ذاته كارهاً لها يتمنى أن يموت أملاً في إيجاد ذات جديدة في العالم الأخر، كم مرة نهضت ووقعت أمام المرآة لترى نفسك وتسبها وتتمنى أن تهجم على تلك الذات من خلف المرآة لتفتك بها. هل سألت نفسك ذات مرة كيف يقدر المنتحر على أن يهلك جسده ولا يكترث بأي ألم؟ فالحقيقه أنه لا يشعر حقاً؛ لأنه بعد أن ينتهي دور الذهن في التمهيد يأتي دور الجسد ومن ثم يفقد الخوف تماماً.
الانتظار، هاجس يشعل فكر المنتحر، مستني إيه؟ تشتغل، تتجوز، تخلف، وبعدين تموت.
هذا ما يؤرق فكره، لماذا تنتظر كل تلك السنين في الضغوط والمشاكل لتموت بعد عدد سنين؟ لماذا لا تذهب انت بقدميك له؟ فهو يعتقد تماماً أن انتظار الموت اسوء من لقائه.
في رأيي المنتحر ذكي وماكر قد تراه لا تفارق الابتسامه وجهه وتتفاجأ بعدها بيوم بأنه قتل نفسه هذا ما حدث مع المغني “linking park” جمعت صورة بينه هو وعائلته وهو يضحك يكفي أن ترى ابتسامته لتقول إنه شخص سعيد جداً، ولكن استيقظ العالم بعدها بيوم على خبر انتحاره لذلك لا تصدق ابتسامة أي شخص لأنه قد يكون في نفس الوقت يموت بداخله.
يلقى ما يقارب من ٨٠٠٠٠٠ شخص حتفه كل عام بسبب الانتحار، ١٥% من الأمراض النفسيه تؤدي إلى الانتحار مثل الاكتئاب والفصام، حوالي ١٠% من مرضى الفصام ينتحرون نتيجة الهلاوس، تختلف الآراء والمعتقدات في الانتحار حيث يرى البعض أن الانتحار ما هو إلا هروب لا يلجأ إليه إلا الضعفاء، والبعض الأخر ينظر للمنتحر على أنه شخص قوي لأنه استطاع أن ينهي حياته بنفسه في الوقت الذي يختاره دون خوف.
ومن الأفضل دائما ان تواجه ، تواجه مخاوفك ، فشلك، احاسيسك، تواجه كل شئ،لا تهرب، يجب أن تتيقن دائما انه يوجد بصيص من النور في أخر كل طريق مظلم