مصر استطاعت أن تطوع نهر النيل لإقامة أعظم حضارة إنسانية، وكانت صاحبة المركز الأول بين الحضارة الزراعية، و تعد الزارعة المصريه العنوان الأبرز والأهم للحضارة المصرية، وفات مصر والدول العربيه بفعل عوامل كثيرة لا جدوي من ذكرها الآن اللحاق بقطار الحضارة الصناعية .
لكن مع تطور الحضارة الصناعية باتت المعرفة هي مفتاح التقدم والنمو لأي دولة. والدولة التي تستطيع أن تتنج المعرفة هي الدولة التي ستحكم وتتحكم في مفرادات ومعطيات العصر الحديث لأن امتلاك المعرفة هو بمثابه امتلاك المستقبل .
هذه المقدمة ضرورة قبل الولوج إلي ملف المعرفة في مصر ومن المسئول عنها . وهل لدينا رجال يقدرون قيمه إدارة هذا الملف
أتصور أن المهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يعمل علي نشر المناطق التكنولوجيا في مصر بغية توسيع منصات المعرفه وتهئية الأرضية القانونية والاجتماعية والتعيلمية لانطلاق قوافل التنميه في كل أرجاء مصر، معتمدا علي دعم مباشر من الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يعتبر أن التكنولوجيا وسيلته الأولي في مكافحه الفساد وأن المعرفه طريق مصر للانطلاق إلي العالمية والخروج بالاقتصاد المصري من الدائرة الجهنمية التي يدور في فلكها الآن .
إذن ما الذي ينقص مصر لتفعيل مفهوم اقتصاد المعرفه ؟ في ظل توافر الارادة السياسية والقدرة الحكوميه والرغبه المجتمعيه .والوصول بالاقتصاد المصري الي افاق ارحب واوسع والي صادرات تكنولوجيه بعشرات المليارات من الدولارات.
هل ما ينقص مصر رؤيه شامله لابد من وضعها فورا ترسم ملامح المستقبل وتحدد الدور المطلوب لكل جهه . اعتقد ان الرؤيه واضحه وينقصنا فقط التوسع في تطبيقيها وعلاج العوار الموجود في قطاع البنيه التحيتيه.
والعوار لا يعني قصور او محدوديه البنينه التحتيه او في الاسثتمارات الموجودة او في العناصر المؤهله المدربه او في الحضانات التكنولوجيه اتصور ان وزارة الاتصالات لديها مساحه واسعه من هذة المفردات.
العوار يمكن اختصاره في وسيله الاتصال بالعالم الخارجي وطريقه خلق رئه اضافيه لمصر في العالم الافتراضي والوصول الي 90% من المصريين واليه تشجيع اصحاب الافكار الخلاقة والمبدعه في انتاج البرامج والتطبيقيات وفقا لما هو متاح حولنا .
اعتقد ان الانترنت التي لا تزال سرعته تسير في مصر بخيلاء السلحفاة ولا تصل الا الي عدد محدود من المصريين .اضافه الي عوامل اخري اقدرها واحتسب لها ومطلوب توافرها.
لكن السؤال هل مصر لا تمتلك سرعات اكبر من سرعات النت الحاليه وباسعار تقل كثيرا عن الاسعار الحاليه ؟ الاجابه بالقطع تمتلك . ولديها فائض غير مستغل يقدر بنسبه 80% او اكثر من المستغل حاليا .
لكن المشكله في ان الادارة المسئوله عن الشركه المحتكرة للخدمه الانترنت حاليا . بعيدة عن سيكولوجيه الادارة الرشيدة او الاقتصاديه . وربما كان مقعد المسؤوليه كبير عليها . او لا تعي حجم ما لديها من امكانيات وقدرات تحتاج اليها مصر .
رغم اعتراضي علي ما ذهب اليه بعض الخبثاء . في اتهام ادارة الشركه المحتكرة لخدمات النت في مصر بانها تقف ضد مصالح الوطن او انها تعطل خطط واستراتجيات وزارة الاتصالات لصالح اشخاص معينه . رغم اعتراضي علي هذة الاتهامات المرسله الا اني اري ان القيادة الحاليه للشركه الوطنيه لا تصلح لفكر المرحله الجديدة ونشر مناطق التكنولوجيا في اقاصي الصعيد والريف المصري
باختصار اذا كان نهر النيل وسيله مصر لاقامه حضارتها الزراعيه . فان التكنولوجيا وفي القلب منها النت وسرعته هي وسيله مصر للولوج الي حضارة العصر الحديث . حضارة اقتصاد المعرفه .
اقتصاد المعرفه مسئوليه مباشرة للمهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات.. ووقوف مصر في مصاف الدوله المتقدمه اقتصاديا و تكنولوجيا هدف وحلم نسعي الي تحقيقة . لكن هذا لن يتحقق الا بتغير اساليب الادارة الحاليه التي عفي عنها الزمن للشركه المحتكرة لجدمه الانترنت .. وربما تكون المنافسه مع شركه اخري جديدة تدفع الادارة الحاليه الي التعامل مع السوق بطريقه اقتصاديه تتواافق مع معطيات العصر لرفع سرعات النت في مصر بما يتناسب مع ما تتطلبه المعرفه وتطبيقاتها .