أوتار الضجيج
كأنّ الضجيجَ أصبح فراغاً ، أو أنّ الفراغَ أصبح عادةً ، أو أنني ولأول مرةٍ منذ أعوام تُحصى على يدٍ واحدةٍ أصبحتُ أدري من أنا . أأنا تلك الفتاة الحالمة؟ أم أنا تلك التي تنظر للأمور بكل منطقية وتتبع نظريات العلم الحديث من أول سقوط التفاحة على رأس نيوتن إلى صعود الفضائيين إلى القمر ؟ أم أنا تلك الهائمة بين تلك وتلك ؟ أأنا تلك الفتاة التي تقرأُ الشعر ليل نهار وتنوي الوقوع في قصة مشابهة لأعظم عاشق؟ أم أنا تلك الفتاة التي تسعى وتركض خلف الأمان ؟ أأنا تلك التي تقرأ لفولتير، و تفسر كل حوادث الدنى تبعاً للفلسفة؟ أم أنا تلك التي لا تعطى لأى أمر في الحياةِ أهمية؟ بين تلك وتلك أهيمُ يميناً ويساراً لأجدُ أنني ولأول مرةٍ أصبحتُ أعرفُ من أنا، وأصبحتُ أعرفُ بأني ”لا أعرفُ نفسي لئلا أضيعها” .
